دليل حوكمة الأراضي الرطبة الساحلية

على الرغم من الجهود الوطنية والدولية، يتزايد فقدان الأراضي الرطبة وتدهورها بمعدل سريع وبات يهدد تنوعها الحيوي بشدة. وينطبق هذا بشكل خاص على البحر الأبيض المتوسط حيث يوجد طلب متزايد على الأراضي والمياه، وحيث تتضح آثار تغير المناخ على رفاهية الإنسان والأجيال القادمة بالفعل. يجب أن يكون هناك حكم جيد وفعال ومنصف لدعم الحماية والاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية للأراضي الرطبة. ومع ذلك،لا توجد أدوات سهلة الاستخدام للمساعدة في تقديم إدارة أفضل للموقع ، تقديم إدارة أفضل للموقع، كما ان مناخ البيئة السياسية والاقتصادية والثقافية والطبيعية يتغير باستمرار.

الهدف من الأداة

يهدف هذا الدليل إلى تحسين إدارة الأراضي الرطبة الساحلية في البحر الأبيض المتوسط، بغض النظر عن وضعها: أي ما إذا كانت محمية رسميا كمواقع رامسار، أو تم تحديدها بموجب التشريعات الوطنية أو المحلية، أو تفتقر إلى أي حماية رسمية.

الاهداف الرئيسية

الهدف المحدد من هذا الدليل العملي هو توفير إرشادات واضحة حول كيفية تحقيق الرؤية المشتركة المراوغة للأراضي الرطبة الساحلية المستدامة، وكذلك كيفية المضي قدما بشكل فعال في الشراكات.

البنية التحتية التكنولوجية

بشكل عام، لا توجد متطلبات تقنية معينة مطلوبة لتصميم وتنفيذ نماذج الإدارة المقدمة.

التدريب

أثناء إنشاء الخطة الأولية لإنشاء نماذج الإدارة يمكن تحديد الوقت والتدريب المطلوبين من قبل الشركاء والموظفين وأصحاب المصلحة الرئيسيين بطريقة تشاركية.

الاستثمار

تحتاج نماذج الإدارة إلى تأمين التمويل الأساسي الكافي لدعم التنفيذ طويل الأجل للأنشطة المخطط لها. لقد أثبت المانحون الدوليون أنهم أساسيون في “انطلاق” التعاون عبر الحدود، لكن استمراره بعد فترة التمويل الأولية يعتمد على قوة المؤسسات التي تم إنشاؤها والموارد طويلة الأجل والالتزام السياسي.

يعد التحديد الأولي لمصادر رئيسية محتملة لتأمين التمويل في المراحل اللاحقة للتنفيذ أمرا ضروريا. سيساعد تحديد مصادر التمويل الرئيسية المحتملة في إنشاء شروط مسبقة مواتية للوصول إلى خطة أو برنامج للأراضي الرطبة من خلال ربطها بنتائج السيناريوهات والرؤية.

المفهوم

يقترح هذا الكتيب خارطة طريق بسيطة قابلة للتطبيق عالميا، والتي تسمح بقياس التقدم وتشكيله والإبلاغ عنه بمرور الوقت بطريقة إبداعية ومبتكرة. يمكن استخدام هذه العملية لاختبار ومراجعة الترتيبات الحالية أو لتصميم ترتيبات جديدة. يمكن استخدام الدليل كأداة سريعة للتقييم الذاتي من قبل فريق إدارة الموقع للتدريب أو إعداد التقارير، أو من قبل أي شخص مكلف برعاية وإدارة هذه المواقع الحيوية، سواء  في الميدان أو على المستوى الحكومي. لذلك فمن الأفضل استخدامه كجزء من عملية أوسع تشمل أصحاب المصلحة الذين يتطلعون إلى تحقيق إدارة فعالة ومناسبة للغرض للأراضي الرطبة الساحلية المتوسطية التي يقع على عاتقهم مهمة في العناية بها.

يقترح الدليل عملية من ثلاث مراحل مصممة لبناء ترتيبات إدارة فعالة وقوية، والتي يمكن أن تشمل:

• التقييم الذاتي وتحديد الأولويات والتخطيط من خلال ملفات Excel المرتبطة.
• تدريب الشركاء والموظفين وأصحاب المصلحة الرئيسيين.
• الإبلاغ عن التقدم.
• بناء رؤية مشتركة
• المقارنة بين الطرق البديلة للمضي قدما.
• تطوير أفضل الممارسات.

كما يتم توفير “بطاقة أداء للحيوية والتكيف” المبتكرة لأولئك الذين يسعون إلى معالجة وقياس أبعاد الإدارة الأكثر تحديا. يتم تقديم نصائح عملية لجعل الحوكمة فعالة بناءً على تجارب العالم الحقيقي، ما قد يساعد المستخدمين على تصميم الطريق الذي يجب ان يسلكون في إدارة أراضيهم الرطبة.

المناطق التجريبية

الأراضي الرطبة المتوسطية الأربعة التي قدمت أفكارا وانعكاسات قيّمة لإعداد هذا الدليل هي خليج أوريستانو (إيطاليا)، و بحيرة غار الملح  (تونس)، ودلتا بونا بوجانا (ألبانيا والجبل الأسود)، وبحيرات بريسبا (ألبانيا، اليونان ومقدونيا).

الجدول الزمني الموصى به للتنفيذ

يوفر هذا الدليل عملية إدارة ذاتية البناء تتكون من 3 مراحل:

1. الإعداد – تحديد الأسس العريضة لهيئة إدارة الأراضي الرطبة الساحلية في البحر الأبيض المتوسط.
2. رسم الخرائط والتخطيط – أدوات تستند إلى المنهجية المشتركة للتقييم الذاتي لإشارات المرور لتقييم التقدم المحرز.
3. نحو التميز – بطاقة قياس الأداء لقياس تلك الحوكمة التكيفية والحيوية المراوغة، والتي تستجيب للظروف المتطورة في النظم الايكولوجية  للموقع وسياقه الثقافي الأوسع.

في حين أن مدة المرحلة الأولى قد تختلف حسب الظروف المحلية، إلا أن المرحلتين الثانية والثالثة في أبسطها يمكن أن تكتمل بشكل كبير في يوم إلى يومين، أو أكثر قليلاً إذا تم إجراء مشاورات أوسع. قد تكون تمارين التكرار اللاحقة أسرع قليلاً.

يمكن القول إن مرحلة الإعداد هي الأصعب ما لم تتوفر تشريعات أو سوابق وطنية لحل جاهز. ستكون هناك حاجة لإجراء عمليات المسح السياسية والمجتمعية لتحديد حدود الممكن ويجب توقع الحصول على إجابات مثل “لن أبدأ من هنا”. على وجه الخصوص، يكمن التحدي في تصميم هيئة حوكمة يسمح حجمها بالعمل بكفاءة على أن تشمل جميع من لديهم مصلحة مشروعة في إدارة المنطقة في الوقت عينه.

على سبيل المثال، قد يكون تطبيق عقد الأراضي الرطبة على المناطق العابرة للحدود أمرا صعبا نظرا لأن ذلك يشمل عادةً العديد من الأطراف ويؤثر عليهم. غالبا ما توجد أنظمة قانونية متعددة خاصة بالعملية، والتي قد تمنح مجموعات مختلفة من الحقوق والالتزامات للمؤسسات والأفراد.

يجب أن تكون هياكل الحوكمة قوية قدر الإمكان ويجب ألا يتم إلغاؤها أو فقدان صلاحياتها من خلال أي تغييرات منتظرة في الحكومة أو بسبب مشاركة الشركاء أو من خلال استبدال القيادة.

النتائج الكمية

بغض النظر عن النموذج المستخدم، من المتوقع أن ينشئ كل هيكل، كحد أدنى، وثيقة تأسيسية يمكن الإشارة إليها على أنها “دستور” مناسب محليا أو ” اطارمرجعي”. يجب أن تحدد الرؤية والأهداف والغايات؛ و تؤسّس لعملية صنع القرار؛تؤكد التزام الشركاء وتحديد مسؤولياتهم؛ وتفصل الجوانب الوظيفية للنموذج (مثل وتيرة تكرار الاجتماعات).

من المتوقع أن تساهم نماذج الحوكمة في تلبية الالتزامات والمسؤوليات القانونية الدولية والوطنية لحماية الأراضي الرطبة، والتي تهدف إلى ضمان وجود رؤية مشتركة على جميع مستويات المجتمع، إلى جانب آلية لضمان الاستدامة المستقبلية وقدرة الأراضي الرطبة على التعافي.

اهم الانجازات

المعرفة والدراية

إمكانية نقل المعرفة

تم تصميم هذا الدليل للاستخدام في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. قد يكون التكيف مع الظروف المحلية ضروريا عن طريق إضافة أو تأهيل الأسئلة ذات الصلة. يعد تطبيقه مهما وضروريا بشكل خاص للأراضي الرطبة غير الخاضعة
حاليا لحماية الاتفاقيات الدولية أو الأنظمة القانونية الوطنية.

علاوة على ذلك، على الرغم من أن المنهجية الواردة في الدليل تستهدف بشكل أساسي الأراضي الرطبة في البحر الأبيض المتوسط فإنها تتجاوز هذا الموطن ويمكن نقلها إلى إدارة المواقع الطبيعية المهمة الأخرى حول العالم.

• تم تحديد منطقة البحر الأبيض المتوسط كواحدة من 34 نقطة ساخنة في العالم للتنوع الحيوي. تتفاوت أهمية الأراضي الرطبة في البحر الأبيض المتوسط بالنسبة للتنوع الحيوي: 30٪ من أنواع الفقاريات في البحر الأبيض المتوسط تدعمها الأراضي الرطبة. في نفس الوقت، ربما تم فقدان 51٪ من موائل الأراضي الرطبة بين عامي 1970 و 2013.

• الأراضي الرطبة في البحر الأبيض المتوسط، ولا سيما الأراضي الرطبة الساحلية، مهمة للمساعدة في التخفيف من تغير المناخ لأنها تساعد في إدارة الظواهر المناخية المتطرفة من خلال الحد من الفيضانات والعواصف الساحلية وتوفير المياه في حالات الجفاف.